الموارد التعليمية أصبحت في متناول يدك كل ما يخص الشأن التعليمي في الوطن العربي

آخر المواضيع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات كورونا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كورونا. إظهار كافة الرسائل

السبت، 6 مارس 2021

مارس 06, 2021

كيف تساعد علوم البيانات على مواجهة فيروس كورونا المستجد؟

 أحد الفروق الجوهرية بين الوباء الذي هاجم العالم قبل مئة عام وسمي بـ"الإنفلونزا الإسبانية"، وما يواجهه العالم منذ بداية العام الحالي 2020 مع فيروس كورونا المستجد، هو كم البيانات الضخمة التي تندفع من التقارير الرسمية، والدراسات العلمية المرتبطة بعلوم الفيروسات والأوبئة بشكل عام، وعائلة فيروسات كورونا بشكل خاص، وتحديد فيروسي "سارس" MERS و"ميرس" SARS.

هذا بخلاف البيانات الكبيرة Big Data المتاحة الآن في كل مكان حولنا، مما يولده المستخدمون عبر الشبكات الاجتماعية، وشبكات الاتصالات، ومحركات البحث، والعديد من المعاملات الإلكترونية. وكمثال على ذلك، يمكن عبر تتبُّع حالات البحث المتزايدة يومًا بعد آخر عن أعراض مرضٍ ما على محرك بحث مثل محرك جوجل، ربما يصلح كمؤشر لقرب ظهور وباء معين في منطقةٍ ما.



ويجمع علم البيانات Data Science بين ثلاث حزم رئيسية من العلوم، والمهارات، والمعارف، تبدأ بعلوم الإحصاء والرياضيات، ثم مهارات البرمجة، وخاصة الذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلة Machine Learning، ثم المعارف المرتبطة بطبيعة المجال الذي يتم رصد بياناته وتحليلها.

ويُعد مجال علوم البيانات من أكثر المجالات طلبًا في سوق العمل في العالم خلال الأعوام الخمسة الماضية، ووفق تقرير موقع "جلاس دور Glassdoor" فهي الوظيفة الأكثر طلبًا في عام 2018 في السوق الأمريكية، وهو ما ذهب إليه أيضًا تقرير لينكد-إن السنوي لعام 2017.

ولعل أبرز الجهود الحالية المتعلقة بتوظيف علوم البيانات في مواجهة فيروس كورونا المستجد، التحدي الذي أطلقه مكتب سياسات العلوم والتكنولوجيا في البيت الأبيض (OSTP) منتصف مارس 2020، لبناء مركز بيانات ضخم مفتوح المصدر CORD19، تشارك فيه مؤسسات حكومية، وأكاديمية، وشركات تكنولوجية، مثل مكتبة معاهد الصحة الوطنية الأمريكية NIH، ومعهد ألين للذكاء الاصطناعي، ومختبر كولد سبرينج، وجامعة جورج تاون، بالإضافة إلى شركة جوجل، ومركز أبحاث مايكروسوفت، ومبادرة تشان زوكربيرج، وعشرات من المؤسسات الأخرى.

أسئلة وتحديات الواقع

ويطرح هذا التحدي مجموعةً من الأسئلة المهمة على الباحثين وعلماء البيانات، في كل مكان في العالم، حول كل ما يتعلق بالفيروس، مثل:

  • ما الذي نعرفه عن طرق انتقال الفيروس، وفترة الحضانة، والعوامل البيئية المؤثرة فيه؟
  • ما الذي نعرفه عن أصل الفيروس، وجيناته، ومدى تطوره؟
  • ماذا يجب أن يُتَّبع من الإجراءات، وبخاصة أنظمة الرعاية الصحية؟
  • ماذا نعرف عن فاعلية التدخلات غير الدوائية، والتشخيص والمراقبة؟
  • ماذا عن مشاركة المعلومات ووسائل التعاون المشترك، والاعتبارات الأخلاقية للبحث؟
  • ماذا عن اللقاحات وبرتوكولات العلاجات المتبعة؟

وتستضيف هذا التحدي منصة Kaggle، التي تضم عددًا ضخمًا من علماء البيانات، ومطوري تطبيقات تعلم الآلة ML. جمعت المبادرة حتى الآن أكثر من 40 ألف ورقة بحثية متخصصة. يقول أحمد متولي، باحث في علوم المعلوماتية الحيوية في قسم علوم الوراثة، بجامعة ستانفورد الأمريكية: "يتفاقم الوباء بسرعة كبيرة، ونحن بحاجة إلى فهم الجوانب المختلفة المتعلقة بالفيروس، والتعلم مما ينجح أو يفشل من الإجراءات المتبعة في كل دولة، وتوقع التداعيات الاقتصادية، وكلها نقاط يمكن لعلوم البيانات أن تكون مفيدةً فيها للغاية".

ويشارك "متولي" في تحدٍّ آخر، يتعلق بتوظيف علوم البيانات والذكاء الاصطناعي لمواجهة فيروس "كورونا"، كان معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قد أطلقه في إطار الجهود العالمية للبحث عن حلول لهذه الأزمة، وبخاصة ما يتعلق بكيفية الحماية المُثلى للفئات الأكثر عرضةً للإصابة بالفيروس، وكيفية دعم المستشفيات والمؤسسات الصحية بفرق العمل والمعدات والموارد. من جانبه، يشدد "متولي" على أن "هناك جهودًا كثيرة يمكن للبيانات أن تسهم فيها، مثل لوحة المعلومات التفاعلية التي طورها مركز علوم وهندسة النظم (CSSE) في جامعة جونز هوبكنز، وأيضًا تتبُّع النماذج الوبائية، مثل ما رصده تقرير جامعةإمبريال كوليدج البحثية".

ومن التطبيقات المفيدة الأخرى، والتي تجمع بين إنترنت الأشياء وعلوم البيانات، استخدام أجهزة المستشعرات الحيوية القابلة للارتداء، لقياس درجات الحرارة، والنبض، وغيرها من المتغيرات الصحية لدى المصابين، أو حتى الأصحاء الذين لديهم ساعات تقيس النبض والحرارة وبعض وظائف الجسد.

وهناك بحوث تعمل على جمع وتحليل البيانات الجينومية لتطور فيروسات كورونا السابقة، بما يساعد على توقُّع الطفرة القادمة للفيروس، مثل المعلومات اللحظية التي توفرها منصة Nextstrain التابعة لمركز فريد هوتش Fred Hutch. ويهدف هذا المشروع مفتوح المصدر إلى إتاحة هذه البيانات وأدوات التحليل القوية للجمهور العام، لاستخدامها بغرض رفع مستويات فهم الوباء وتحسين الاستجابة لتفشي المرض.

وهناك نموذج آخر في توظيف البيانات لتسهيل عملية محاكاة التجارب الطبية لاختيار الأدوية الأكثر فاعليةً في مكافحة الفيروس، مثل ما فعله حاسوب سومت Summit الأسرع في العالم الذي أنتجته شركة آي بي إم IBM، إذ قام بتحليل 8000 مركب، للعثور على الأدوية الأكثر فاعلية، وكانت النتيجة اقتراح 77 نوع دواء، تم ترتيبها بناء على أفضليتها.

تحدي دقة البيانات

ومع الحاجة إلى العمل على مدار الساعة لجمع البيانات وتنقيحها وتنظيمها وتحليلها، تمثل مسألة الدقة نقطة جوهرية، خاصة مع وجود حالات اختلاف أو تعارُض في بعض الأحيان حول البيانات المتاحة، وهذا قد يشمل مصادر موثوقة، مثل ما تنصح به منظمة الصحة العالمية بالابتعاد مسافة أكثر من متر للوقاية من فيروس كورونا، بينما اعتمد مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC دراسةً تقول إن المسافة يجب ألا تقل عن 4 أمتار.

وهناك قائمة كبيرة من الاختلافات، مثل مدى تأثر الفيروس بالحرارة، والجدل المثار حول إمكانية انتقاله عبر الهواء، وفترات بقائه على الأسطح. يرى بول ماكلاكلن -مدير علوم البيانات بمركز أبحاث الذكاء الاصطناعي بشركة إريكسون- مشكلة دقة البيانات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد مشكلةً عالمية مرتبطة بطبيعة هذا الفيروس المجهول.

ومع ذلك فإنه يعتقد أنها ليست مشكلة تعجيزية، ويقول: "لحسن الحظ، لدى علم البيانات العديد من الطرق لتقييم جودة البيانات، وقياس عدم اليقين حول التقديرات المستخلصة، مثل تحليل حساسية البيانات، واختبار أنظمة محاكاة للتأكد".

ويعتقد بعض المتخصصين أن مشكلة عدم وجود بيانات كافية تمثل تحديًا أكبر من وجودها مع عدم دقة بعضها. يقول علي عبد الهادي، أستاذ الرياضيات، ومؤسس برنامج العلوم الإكتوراية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: "يجب أن تتوافر البيانات الرئيسية أولًا، لكي تقوم علوم البيانات بدورها، وتحديدًا في نطاقين زماني ومكاني spatio-temporal، ثم تضاف المتغيرات الأساسية، مثل حالات الإصابة والشفاء والوفيات".

ويضيف: يعتمد عملنا على توافر البيانات، فإذا لم تتوافر لا يمكن التنبؤ بمعدلات الانتشار المستقبلية، ما يؤثر على توجيه الدعم المناسب بصورة استبقائية للمناطق الحرجة.

يتفق معه "ماكلاكلن"، الذي يُعد أحد علماء البيانات البارزين في العالم، ويقول: "العديد من البلدان ليس لديها بيانات كافية لتوصيف نطاق وطبيعة انتشار الفيروس، خاصةً مع كون نسبة كبيرة من الأشخاص المصابين لا تظهر عليهم الأعراض، وهذه ليست عقبةً بسيطة؛ لأنها تصعِّب مهمات الحكومات في التعامل مع الفيروس، وتقوِّض قدرتها على تحديد الموارد المناسبة، أو اتخاذ الإجراءات السليمة في التوقيت المناسب، أو تتبُّع الحالات المخالطة".

الفيروس والبيانات والخصوصية

تعتمد دول كثيرة في العالم على طرق مختلفة في جمع البيانات المتعلقة بالفيروس وعرضها، ولكن وفق تصريحات منظمة الصحة العالمية، فأغلب دول الشرق الأوسط متعاونة وترسل معلوماتها بانتظام، ومنها الحكومة المصرية، وهو ما علق عليه عمرو طلعت -وزير الاتصالات المصري- قائلًا: "منذ بداية الأزمة والحكومة تعمل على توظيف البحوث التطبيقية وحلول الذكاء الاصطناعي لتنفيذ أفضل الإجراءات وفق البيانات المتاحة"، مؤكدًا أن وزارة الصحة هي التي تمتلك البيانات المتعلقة بتطور فيروس كورونا المستجد في مصر.

وحول استعانة الحكومة المصرية بتطبيقات تعتمد على توظيف بيانات المستخدمين على الهواتف المحمولة، ويمكنها رصد تحركاتهم للتحذير في حالة الاقتراب من أماكن تشهد حالات مصابة بالفيروس، كما فعلت الصين، وكما هو الحال مع أمريكا التي أطلقت نموذجًا مشابهًا، قامت بتطويرهشركتا جوجل وآبل.

أقر وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري بتفكير الحكومة في الاعتماد على مثل هذه التطبيقات. وبسؤاله حول مدى تأثيرها على خصوصية المستخدمين، أكد: هذا يُعد أحد الأسباب التي تجعلنا نتروى فيما يتعلق بمثل هذه الخيارات، لضمان أنها ستكون مفيدة، دون أن تمثل انتهاكًا لخصوصية المستخدمين.

بعد هذه التصريحات، أطلقت وزارة الصحة بالفعل تطبيق "صحة مصر"، الذي يعمل على جمع بيانات من المستخدمين Crowdsourcing، بالتحذير من الاقتراب من الأماكن التي سُجِّلت فيها حالات إصابة.

ووفق أحمد متولي، تمثل خصوصية الأفراد تحديًا كبيرًا أمام علماء البيانات في أزمة مفاجئة مثل Covid19، وهو ليس بالتحدي الهين، خاصةً في الدول التي لديها تشريعات تحمي خصوصية البيانات، مثل قانون الاتحاد الأوروبي GDPR لحماية البيانات، وكذلك قواعد الخصوصية الأمريكية HIPAA التي تحمي السجلات الطبية للمواطنين، مطالبًا بالتعامل الجاد مع هذا التحدي؛ لمنع العواقب الخطيرة لانتهاك البيانات.

ومن جانبه كشف عماد الأزهري -مدير إستراتيجية البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي في فودافون مصر- أن مسألة الخصوصية تختلف من جيل إلى آخر، وفق بحث أجرته معامل البحث والتطوير لدينا، أكد أن الأجيال الحديثة -خاصة جيل Z وما بعده- لديهم حرص أقل على خصوصية البيانات مقارنة بالأجيال الأكبر. ويمتاز هذا الجيل بأنه كبر وترعرع في عصر الإنترنت والشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية، ما أثر بصورة كبيرة على مهاراته ومعارفه وسلوكه، وهو ما يجب أخذه دائمًا في الاعتبار.

بينما يرى "ماكلاكلن" أن هناك الكثير الذي يمكن فعله دون اللجوء إلى رفع ستار خصوصية البيانات، وضرب مثلًا بتحدي (CORD-19) الذي أطلقه مكتب البيت الأبيض للتكنولوجيا والسياسات، وقال :"أعمل مع 400 باحث ومتطوع من داخل معامل أبحاث شركة إريكسون باستخدام الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات في هذا الشأن، اعتمادًا على نتائج الآلاف من أوراق بحثية كاملة".

الأربعاء، 3 مارس 2021

مارس 03, 2021

التبعاتُ المُفاجئة لمرض «كوفيد-19» على الصحة النفسية


 

لم نكن بحاجةٍ إلى بلورةٍ سحريةٍ للتنبؤ بحقيقة أنه سينجم عن جائحة «كوفيد-19» آثارٌ مُدمِّرةٌ على الصحة النفسية؛ فمن المعلوم أن المرض أو الخوف من المرض، والعزلة الاجتماعية، وعدم الأمن الاقتصادي، واضطراب روتين الحياة، وفقدان الأحباء هي عوامل خطورة ترتبط بالإصابة بالاكتئاب والقلق، وقد أكَّدت الدراسات تلك التنبؤات في الوقت الحالي، غير أن علماء النفس يقولون إن النتائج تتضمن مُفاجآت حول المدى الواسع للاضطراب النفسي، وكيف أدى التعرُّض لوسائل الإعلام إلى تفاقمه، وكيف أثَّرت الجائحة بشكلٍ سيئ على الشباب.

فعلى سبيل المثال، رصد تقريرٌ نشرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في أُغسطس، تضاعُف أعراض القلق ثلاث مراتٍ، في حين تضاعفت معدلات الاكتئاب أربع مرات بين 5470 شخصًا بالغًا شملهم الاستطلاع، وذلك مقارنةً بعينة عام 2019، وقد أُجري استطلاعان تمثيليان في أبريل على المستوى الوطني، أحدهما بواسطة باحثين في كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن والآخر في جامعة جونز هوبكنز، وتوصلا بالمثل إلى أن معدل انتشار أعراض الاكتئاب (استطلاع جامعة بوسطن) و"الاضطرابات النفسية الخطيرة" (استطلاع هوبكنز) بلغا ثلاثة أضعاف المستوى الذي قيس عام 2018، تقول كاثرين إتمان، الباحثة التي أشرفت على دراسة جامعة بوسطن: "كانت تلك المعدلات أعلى مما رصدنا في أعقاب صدمات أخرى جِسامٍ مثل أحداث 11 سبتمبر وإعصار كاترينا واضطرابات هونج كونج".

وقد أظهرت هذه الدراسات أن الفئات الأكثر تضرُّرًا شملت أشخاصًا يعانون من مشكلاتٍ نفسية سابقة، وأفرادًا ذوي دخلٍ منخفضٍ، وأشخاصًا ذوي بشرة مُلونة، وأشخاصًا لهم صلة بشخصٍ أُصيب بمرض «كوفيد-19» أو فارق الحياة بسببه، ولكن في دراسة إتمان، كانت المجموعة التي سجلت أكبر ارتفاع -يصل إلى 5 أضعاف- في معدل الإصابة بالاكتئاب في الولايات المتحدة ذات أصولٍ آسيوية، وفي تعليق مُصاحب، اقترحت اختصاصية الطب النفسي روث شيم أن الزيادة المُفاجئة قد تعكس تأثير العنصرية وأشكال القدح والتشهير المتعلقة بمنشأ الجائحة في الصين.

وكانت النتيجة غير المتوقعة على صعيد الاستطلاعات الثلاثة، هي التأثير الهائل على الشباب؛ فقد أفادت دراسة أجرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن 62.9% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا يعانون من اضطراب القلق أو الاكتئاب، وقال رُبع المشاركين إنهم يستخدمون المزيد من العقاقير والكحوليات للتعامل مع الضغط العصبي الناتج عن الوباء، وصرَّح رُبعٌ آخر بأنهم "فكروا بجدية في الانتحار" خلال الثلاثين يومًا الماضية. وكان الشباب أيضًا الفئة العمرية الأكثر تضرُّرًا وفق دراسةٍ آنيةٍ غير عادية تتبَّعت الارتفاع السريع في "الكَرب الشديد" والاكتئاب في ثلاث مراحل زمنية في الفترة ما بين منتصف مارس ومنتصف أبريل، تقول كبيرة الباحثين روكسان كوهين سيلفر، اختصاصية علم النفس بجامعة كاليفورنيا في إيرفين: "كنا نتوقع عكس ذلك؛ لأنه كان واضحًا بالفعل أن الأفراد الأكبر سنًّا أكثر تعرُّضًا لخطر الإصابة بالفيروس".

تعتقد سيلفر أن الشباب "ربما واجهوا المزيد من الاضطراب في مُجريات حياتهم: التخرج، والزفاف، والسنة الأولى في الجامعة، ونهاية المرحلة الثانوية، اضطربت كل هذه المراحل الانتقالية، وانقطعت الروابط المدرسية والاجتماعية، التي نعلم أنها مهمة جدًّا للشباب".

شارك في دراسة سيلفر 65000 شخص، وتُشير هذه الدراسة إلى عاملٍ رئيسٍ واحد زاد من قلق الناس من مُختلِف الفئات العمرية: زيادة مُتابعة التغطية الإعلامية لتفشي المرض، والإشكالية الأهم هي التعرُّض لمعلومات مُتضاربة، تقول سيلفر، التي درست التداعيات النفسية لأحداثٍ مثل 11 سبتمبر وتفجير ماراثون بوسطن عام 2013: "إن التركيز على التغطية الإعلامية هو عامل خطورة معروف؛ إذا كان الناس يتعرَّضون كثيرًا لما تُقدِّمه وسائل الإعلام، فالأرجح أنه ستظهر عليهم علامات الكرب وسيصرِّحون به، ولكن يبدو أن هذا الكرب يجذبهم أكثر إلى وسائل الإعلام، إنها دائرة مفرغة يصعب الخروج منها".

تُقدِّم سيلفر وغيرها ممن يُحقِّقون في الصدمات الجماعية اقتراحاتٍ للحفاظ على التوازن النفسي في الأوقات العصيبة، يتمثل أحد تلك الاقتراحات في الحد من التعرُّض لوسائل الإعلام وتجنُّب التقارير التي تهدف إلى الإثارة، يقول جيمس بِنيبيكر، اختصاصي علم النفس بجامعة تكساس في مدينة أوستن: إن الحفاظ على التواصل الاجتماعي، عبر تطبيق «زوم» Zoom أو الهاتف أو غير ذلك من الأساليب الآمنة في التعامل مع مرض «كوفيد-19»أمرٌ حيوي أيضًا، يقول بِنيبيكر، الذي يدرس تأثير الجائحة على الصحة النفسية من خلال تحليل المنشورات على منصة التواصل الاجتماعي «ريديت» Reddit: "على العكس من أي كارثة أخرى قمت بدراستها، فإن الناس أقل ارتباطًا بالأصدقاء والمجتمع".

يُشير بِنيبيكر إلى أن قلة العناق والنزر اليسير من مشاركة الحزن قد يُساعدان في تفسير عدم تكيُّف الناس مع الوضع الجديد، "لا يُشبه هذا أحداث 11 سبتمبر أو الزلازل؛ إذ يحدث شيءٌ كبير وسرعان ما نعود جميعًا إلى الوضع الطبيعي"، ونصائحه الأخرى هي الاحتفاظ بعادات صحية في النوم والمأكل والمشرب وممارسة الرياضة، كما يوصينا بالاحتفاظ بدفتر يوميات أيضًا، إذ تُظهر الأبحاث أن الكتابة التعبيرية تساعد الناس على التكيُّف مع المشاعر الصعبة وإيجاد المغزى، يقول بِنيبيكر: "إذا كان مرض «كوفيد-19» مصدر قلقٍ بالغٍ لك، فجرِّب الكتابة عنه".

الأحد، 28 فبراير 2021

فبراير 28, 2021

تقليص فترة العدوى بـ«كوفيد-19» يمنع إصابة الملايين بالمرض



 أوضحت دراسة جديدة أن وجود لقاح أو دواء يعمل على تقليل الفترة التي يكون فيها الشخص ناقلًا لفيروس "كورونا المستجد" المسبِّب لمرض "كوفيد-19" إلى أشخاص آخرين قد ينجح في منع الملايين من حالات الإصابة بالمرض وتوفير مليارات الدولارات التي يتم إنفاقها على العلاج.

ووفق الدراسة التي أجراها باحثون من جامعتي "سيتي" و"كاليفورنيا" الأمريكيتين ونشرتها دورية "بلوس كومبيوتشنال بيولوجي" (PLOS Computational Biology)، فإن "كثيرًا من النقاشات العامة حول لقاحات وأدوية كوفيد-19 ركزت على الوقاية من العدوى أو علاجها، بينما يجب أن يستهدف الباحثون في تطوير الأدوية واللقاحات (الجديدة) تقليل الفترة التي يكون فيها الشخص ناقلًا للعدوى إلى أشخاص آخرين".

ولتوضيح الفائدة المحتملة لتقصير فترة انتقال العدوى، ابتكر "بروس لي" -أستاذ الإدارة والسياسة الصحية بجامعة "سيتي" في نيويورك- وزملاؤه نموذجًا حسابيًّا يحاكي انتشار فيروس "سارس-كوفيد-2" المسبب لمرض "كوفيد-19"، واختبر الباحثون كيف يمكن أن يخفف لقاح أو عقار يختصر فترة العدوى من العبء الطبي والاقتصادي للمرض.

وأشارت المحاكاة إلى أن تقصير فترة العدوى بمعدل نصف يوم قد يجنِّب خطر إصابة 1.4 مليون بالمرض، ويباعد ما يزيد على 99 ألف حالة عن اللجوء إلى الاحتجاز بالمستشفيات، مما يؤدي إلى توفير نحو 209.5 مليارات دولار في النفقات الطبية المباشرة وغير المباشرة، حتى لو تم علاج 25% فقط من المرضى الذين ظهرت عليهم الأعراض، مع تضمين تقديرات متحفظة لمدى انتشار الفيروس.

وفي الظروف نفسها، فإن تقليل فترة العدوى بمقدار ثلاثة أيام ونصف يمكن أن يجنِّب إصابة ما يصل الى 7.4 ملايين شخص بالمرض، أما توسيع هذه المعالجة إلى 75% من جميع المصابين فقد يؤدي إلى تجنيب 29.7 مليونًا إصابةً جديدة وتوفير 856 مليار دولار.

وتساعد نتائج الدراسة في توجيه البحث العلمي والاستثمارات لتطوير لقاحات أو عقاقير تقلل فترة العدوى بفيروس "سارس-كوف-2"، كما أنها قد تساعد الوكالات الحكومية في التخطيط لطرح مثل هذه المنتجات وتقديم رؤى للتكلفة من أجل توجيه سياسات السداد للمساهمين في تغطية النفقات الطبية، وفق "لي".

ويوضح "لي" في البيان المصاحب للدراسة أن الدراسة تُظهر أنه حتى التغيرات الضئيلة نسبيًّا في طول مدة قابلية المريض لنشر العدوى، قد تؤثر بشكل كبير على انتقال الفيروس وانتشاره، وبالتالي توفر مليارات الدولارات وتمنع إصابة ملايين الحالات الجديدة.

يضيف "لي" في تصريحات لـ"للعلم": توصي الدراسة باستمرار الباحثين في البحث عن عقاقير أو لقاحات يمكنها تقليل فترة العدوى بالفيروس؛ لأن اختصار تلك الفترة ولو قليلًا ينعكس على تخفيف العبء الطبي والاقتصادي بدرجة كبيرة.

من جهته، يقول "جيمس ماكينل"، المتخصص في الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا والمؤلف المشارك في الدراسة: تُظهر نتائجنا أن جهود تطوير اللقاحات والعقاقير للتصدي لـ"كوفيد-19" لا بد أن تركز على كبح انتشار الجائحة فعليًّا وليس علاج مريض واحد؛ إذ إن انتشار العلاج بالتزامن مع جهود الوقاية الأخرى قد يثبت تأثيره كنقطة تحوُّل في مقاومة الجائحة.

وفيما يتعلق بالخطوة التالية لفريق الباحثين، يقول "لي": نواصل تشغيل نماذج المحاكاة الخاصة بنا للمساعدة في توجيه تطوير سياسات وتدخلات مختلفة وتطبيقها، خصوصًا أن وجود سابق معرفة باحتياجاتنا في أثناء الجائحة قد يساعد البحث العلمي وواضعي السياسات على العمل بشكل أكثر تنظيمًا وتنسيقًا.

السبت، 27 يونيو 2020

يونيو 27, 2020

الصحة: تسجيل 1168 حالة إيجابية جديدة لفيروس كورونا.. و 88 حالة وفاة


أعلنت وزارة الصحة والسكان، اليوم السبت، عن خروج 403 من المصابين بفيروس كورونا من مستشفيات العزل والحجر الصحي، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 17140 حالة حتى اليوم.

وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أن عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معمليًا من إيجابية إلى سلبية لفيروس كورونا (كوفيد-19) ارتفع ليصبح 18658 حالة، من ضمنهم الـ 17140 متعافيًا.

وأضاف أنه تم تسجيل 1168 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى وفاة 88 حالة جديدة.

وقال "مجاهد" إن جميع الحالات المسجل إيجابيتها للفيروس بمستشفيات العزل والحجر الصحي تخضع للرعاية الطبية، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.

وتابع أن المحافظات التي سجلت أعلى معدل إصابات بفيروس كورونا هي "القاهرة، الجيزة والقليوبية"، بينما سجلت محافظات "البحر الأحمر، مطروح وجنوب سيناء" أقل معدلات إصابات بالفيروس، مناشدًا المواطنين الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية واتباع إجراءات التباعد الاجتماعي، خاصة في المحافظات ذات معدلات الإصابة العالية.

وذكر "مجاهد" أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم السبت، هو 63923 حالة من ضمنهم 17140 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و 2708 حالات وفاة.
يونيو 27, 2020

عودة الحياة في المحافظات في اليوم الأول بعد الحظر




عادت الحياة تُشرق من جديد فى كل محافظات الجمهورية، فى اليوم الأول لتطبيق قرارات مجلس الوزراء، بعودة الحياة الطبيعية تدريجيًا، وفتحت المقاهى والمطاعم أبوابها أمام روادها، وسط حملات تفتيشية ودورية مكثفة للتأكد من تطبيق الضوابط والاشتراطات الخاصة بالتشغيل منها «توفير المطهرات، والتباعد الاجتماعى، وعدم الزحام، وحظر تقديم الشيشة، واستخدام الكواشف الحرارية».


نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *