الموارد التعليمية أصبحت في متناول يدك كل ما يخص الشأن التعليمي في الوطن العربي

آخر المواضيع

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 11 مايو 2021

مايو 11, 2021

ابتكار مستشعر لقياس "الحكة"



 يعاني الملايين حول العالم من التهاب الجلد التأتبي أو الإكزيما، يُسبب ذلك المرض شعورًا بالحاجة إلى الحكة، وهو أمرٌ مؤلم ولا يُمكن قياسه، خاصةً بالنسبة للأطفال الذين لا يستطيعون التعبير عن درجات الألم.

إن عملية قياس الحكة بشكل علمي وموضوعي غير ممكنة، حتى بالنسبة للبالغين المصابين بأمراض الكبد وأمراض الكلى وأنواع معينة من السرطان ويُعانون من ذلك الشعور الذي يُمكن مقارنته بالألم المزمن، لذا يصعب تتبُّع مدى نجاح العلاجات والأدوية الخاصة بذلك المرض؛ فقد يستمر الشعور بالحاجة إلى حك الجلد حتى بعد تناوُل العلاج، دون أن يستطيع المريض تقدير مدى نجاح العقار في تخفيف ذلك الشعور، ودون أن يستطيع أيضًا وصف شعور الحكة.

الآن، ووفق دراسة جديدة نُشرت في دورية "ساينس أدفانسز"، يُمكن قياس الحكة بشكل موضوعي، وذلك بعد أن ابتكر العلماء مستشعرًا ناعمًا يمكن ارتداؤه، يقيس الحكة فعليًّا عن طريق قياس "عمق الخدوش" عند وضعه على اليد.

طور ذلك المستشعر علماء من جامعة نورث وسترن الأمريكية، وتم اختباره على مرضى التهاب الجلد التأتبي، كما يمكن استخدامه في أي حالة تسبب الحكة.

ويستطيع ذلك المستشعر الجديد تقديم معلومات قيمة للتجارب السريرية الخاصة بالعلاجات الجديدة وتتبُّع الاستجابة للعلاج ومراقبة تفاقُم المرض، وكل ذلك دون الحاجة إلى انتقال المريض للمستشفى أو فحصه بواسطة طبيب، فالمستشعر سيؤدي بالمهمة في المنزل.

ووفق الدراسة، يُعد ذلك الابتكار أول جهاز قادر على التقاط جميع أشكال الخدش، عبر تتبُّع حركة الأصابع والمعصم والكوع، كما أنه الأول من نوعه فيما يتعلق بتقييم الحكة موضوعيًّا لدى مجموعة من الأطفال الذين يعانون من أمراض مثل التهاب الجلد التأتبي، والتي تُعد المرض الأكثر شيوعًا المسبب للحكة عند تلك الفئة العمرية.

ويقول الأستاذ المساعد في الأمراض الجلدية وطب الأطفال بجامعة نورث ويسترن، "شواي شو"، وهو المؤلف الرئيسي لتلك الدراسة: إن الحكة هي أحد الإحساسين الأساسيين المرتبطَين بالمرض الذي يصيب الإنسان، والآخر هو الألم، مشيرًا -في تصريحات خاصة لـ"للعلم"- إلى أن الشكاوى المتعلقة بالحكة "موجودة في ١٪ من جميع زيارات المرضى للأطباء".

القدرة على قياس الحكة يمكن أن تساعد شركات الأدوية على إثبات نجاح الأدوية التجريبية؛ فوفق ما يقول "شو" في تصريحاته لـ"للعلم"، يمكن لمخرَجات هذا المستشعر أن تخبر المرضى أو أطباءهم إذا كان هناك شيء يمكن فعله لعلاج الحكة أم لا، بالإضافة إلى ذلك، "يستطيع المستشعر أن يتنبأ بتفشِّي المرض حتى قبل أن يلاحظ المريض".

ويُمكن أن تتسبب الحكة في اضطراب النوم وضعف النمو الإدراكي العصبي، وفي المتوسط، يفقد الأطفال ليلة كاملة من النوم أسبوعيًّا، فوفق ما يقول الباحثون، فإن التهاب الجلد التأتبي هو أكثر بكثير من مجرد حكة في الجلد؛ إذ يُعد مرضًا مدمرًا يسبب معاناة هائلة في جميع أنحاء العالم، كما أن نوعية الحياة خلال الإصابة بمرض التهاب الجلد التأتبي الشديد (ليس فقط للطفل ولكن للوالد أيضًا) تعادل العديد من الأمراض التي تهدد الحياة.

وتقول الدراسة إن المرضى الذين يعانون من التهاب الجلد التأتبي هم أكثر تعرضًا بنسبة 44٪ للإبلاغ عن أفكار انتحارية نتيجةً للحكة مقارنةً بمجموعة التحكم، وبالتالي فإن القدرة على تحديد أعراضهم مهمة حقًّا للمساعدة في حصول الأدوية الجديدة على موافقة السلطات الصحية المعنية، كما أن قياسها مهم أيضًا في الحياة اليومية؛ فأهمية قياس الحكة تعادل في بعض الأحيان أهمية قياس نسبة السكر في الدم عند مرضى السكري.

يجمع المستشعر الجديد بين التطورات في الإلكترونيات اللينة والمرنة التي تلتف بسلاسة حول اليد واستخدام خوارزميات التعلم الآلي التي تحدد الخدش على وجه التحديد دون أن تنخدع بحركات مماثلة مرتبطة بالحركة (مثل التلويح باليد).

ويقيس المستشعر كلًّا من الحركة منخفضة التردد والاهتزازات عالية التردد من اليد؛ لتحسين الدقة بشكل كبير مقارنةً بالبرمجيات والمستشعرات الموجودة في الساعات الذكية.

وحصل هذا المستشعر على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. ويقول "شو" إن الفريق البحثي عمل لمدة 18 شهرًا كاملة على تصميم ذلك المستشعر، "ونحن نعتقد أن هذه الأداة يُمكن أن تكون مفيدة حقًّا في التجارب السريرية وتخفيف معاناة الأطفال وتحسين قدراتهم على النوم والتعلم والتطور".

الجمعة، 30 أبريل 2021

أبريل 30, 2021

سر تسمية اللغة العربية لغة الضاد ومتي ظهر هذا المصطلح



 يتساءل الكثيرون عن سبب تسمية لغتنا العربية بـ "لغة الضاد" وما سر تسميتها بهذا الاسم ومن الذي أطلق عليها هذا المصطلح ومتى ظهر، ولماذا تم اختيار حرف "الضاد" من بين سائر الحروف العربية الأخرى ، وفيما يلي نستعرض الإجابة عن جميع هذه التساؤلات :-


ظهر مصطلح "لغة الضاد" والذي تم إطلاقه على اللغة العربية على يد علماء النحو "سيبويه، والأصمعي، والخليل ابن أحمد الفراهيدي" في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث ، وهذه هي فترة تدوين اللغة .

ويرجع السبب في تسمية اللغة العربية بلغة "الضاد" لأن هذا الحرف لا يوجد في أي لغة أخرى غير العربية، كما أنه يتميز بصعوبة نطقه عند غير العرب، حتى إن بعض القبائل العربية لا تستطيع النطق به، كما أن بعض المتكلمين بغير العربية يعجزون عن إيجاد صوت بديل له في لغاتهم.

إضافة إلى أن مخرجه يتوسط حرفي "الشين والجيم" ، مما يصعب من النطق به وترتيبه هو الحرف الخامس عشر من الحروف الأبجدية العربية، ، ويتميز حرف الضاد بأنه الاسم الذي استخدمه العرب ليطلقوه على اسم اللغة العربية ، أو "لسان الضاد" ، ولا بدّ من الإشارة إلى أن حرف الضاد يُنطق من جميع الفم .

 ويعتبر مصطلح "لغة الضاد" حديثًا ، حيث لم يكن معروفًا في الجاهلية أوصدر الإسلام وكذلك في العصر الأموي، حيث إنّ التنبه لقيمة الضاد في لغة العرب ظهر منذ دخل العجم في الإسلام بشكل كبير ، وعجزوا عن النطق بحرف الضاد في اللغة العربية، وبذلك بدأ علماء اللّغة يهتمون بهذا الحرف، ويولونه جزءًا كبيرًا من دراستهم .
 ‏
ومن أبرز العلماء الذين عكفوا على هذه الدراسات الأصمعي، وسيبويه، والخليل بن أحمد، حيث قال سيبويه عنه يعد حرف الضاد ضمن الأصوات غير المستحسنة، كما أنه لا يستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر نظرًا لصعوبة النطق به.

ويحتفل العالم في يوم 18 من شهر ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهي أصل اللغات السامية التي يتحدث بها غالبية سكان العالم.

الأحد، 25 أبريل 2021

أبريل 25, 2021

قرارات جديدة للتربية والتعليم إبريل نهاية العام لصفوف النقل





 تعلن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وذلك بعد التشاور مع رئيس الوزراء والأجهزة المعنية وعلى رأسها وزارة الصحة والسكان، أن تكون نهاية شهر أبريل الجاري هي نهاية العام الدراسي لسنوات النقل من رياض الأطفال حتي الصف الثاني الثانوي باستثناء الشهادتين الإعدادية والثانوية. 


تعقد الامتحانات الشهرية لشهر أبريل الجاري في أيام ٢٦، ٢٧، ٢٨ وفقاً للجداول المعلنة وبعد نهايتها تبدأ الإجازة الصيفية للسنوات من رياض الأطفال حتى الصف الثاني الإعدادي وكذلك الصفين الأول والثاني الثانوي.


ويتم استكمال العام الدراسي لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية والامتحانات النهائية للشهادتين حسب الجداول المعلنة على أن يظل حضورهم إلى المدارس اختيارياً وعلى أن تقوم الدولة بكافة الاجراءات الاحترازية لطلاب الشهادات العامة أثناء الامتحانات التجريبية والنهائية.


تستكمل المدارس الدولية الدراسة والامتحانات حسب جداولها المخططة سابقاً مع التشديد على منح أولياء الأمور حرية الاختيار فيما يتعلق بحضور ابنائهم وأن تقتصر أيام الحضور على ٣ أيام بحد أقصى واستكمال التعلم اونلاين.


سيتم نشر ضوابط تقييم طلاب التعليم الفني وضوابط تقييم المواد الغير مضافة للمجموع وضوابط تقييم الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة قبل نهاية الاسبوع.


تعرب الوزارة عن امتنانها بمرور العام الدراسي الثاني وسط جائحة كورونا وقد استكمل الطلاب القدر الأكبر من المناهج المقررة وأتموا قدراً مناسباً من التقييم للمرور إلى العام الدراسي الأعلى وهو ما لم تتمكن منه دول كبيرة حول العالم.


تطمئن الوزارة أولياء الأمور وطلابهم المقيدين بالشهادتين الإعدادية والثانوية أنها تبذل كل الجهود لاتمام امتحانات الشهادتين بيسر وبإجراءات تأمينية واحترازية للحفاظ على تكافؤ الفرص وعلى صحة وسلامة الطلاب والسادة المعلمين والإداريين والله الموفق والمستعان.

الجمعة، 16 أبريل 2021

أبريل 16, 2021

كيف يتعلَّم الذكاءُ الاصطناعي التعرُّف على محتوىً سامّ



تُناضلُ المنصَّاتُ الاجتماعية، الكبيرة منها والصغيرة على حدٍّ سواء، من أجل حماية مجتمعاتها من خطاب الكراهية والمحتوى المُتطرِّف والتحرُّش والتضليل، وقد أعلن عددٌ من مُثيري الشغب ينتمون إلى اليمين المُتطرِّف عبر منشوراتهم خططهم الرامية إلى اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي قبل أن يُقدِموا على تلك الخطوة فعليًّا في السادس من يناير، وربما كان الذكاء الاصطناعي أحد الحلول: ابتكار خوارزمياتٍ لكشف التعليقات السامَّة والتحريضية، وتمييزها من أجل حذفها، غير أن هذه النُّظُم وأمثالها تواجه تحدياتٍ كبيرة.

شهدت السنواتُ الأخيرة انتشارًا مُتسارعًا على شبكة الإنترنت للغة المُسيئة أو المُنطوية على خطاب الكراهية، واستفحلت المشكلةُ في الوقت الراهن؛ ففي بعض الأحيان، أدَّت التعليقاتُ السامَّة على شبكة الإنترنت إلى إثارة العنف على أرض الواقع، بدءًا من نعرات القومية الدينية في ميانمار ووصولًا إلى دعاية النازية الجديدة في الولايات المتحدة، وتُناضل منصاتُ التواصل الاجتماعي الأمريكية، عبر آلاف المراجعين البشريين لحذف أكبر قدرٍ ممكن من المحتوى المؤذي الذي لا يكفُّ عن التزايد، وقد ذُكِرَ في عام 2019 أنَّ مُراجعي محتوى "فيسبوك" مهدَّدون بخطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة نتيجة تعرُّضهم المُتكرِّر لمحتوى كئيبٍ كهذا، لذا فإن الاستعانة بتعلُّم الآلة في إنجاز هذه المهمة يمكن أن يُسهم في التحكم في الحجم المتزايد من المحتوى المؤذي، مع الحدِّ في الوقت ذاته من التعرُّض البشري له، في واقع الأمر، استعان العديد من شركات التكنولوجيا العملاقة بالخوارزميات منذ سنواتٍ، جاعلين إياها جزءًا من عملية مراجعة المحتوى الخاصة بهم.

ومن بين تلك الشركات شركة "جيجسو"، إحدى الشركات التابعة لشركة "جوجل"، والتي ينصب تركيزُها على تعزيز أمان شبكة الإنترنت؛ فقد أدت الشركة في عام 2017 دورًا في ابتكار "الذكاء الاصطناعي المُخصَّص للمحادثة" Conversation AI، وهو مشروعٌ بحثيٌّ تآزري يهدف إلى اكتشاف التعليقات السامة على شبكة الإنترنت، غير أنَّ إحدى الأدوات التي ابتكرها القائمون على هذا المشروع -والتي أطلقوا عليها اسم "بيرسبكتيف" Perspective قُوبلت بنقدٍ شديد، وكان من الشكاوى الشائعة أن تلك الأداة صَممت مقياسًا عامًّا للسُّمِّية لم يكن مرنًا بما يكفي لتلبية الحاجات المتنوعة للمنصات المختلفة؛ فبعضُ المواقع الإلكترونية قد يحتاج مثلًا إلى الكشف عن التهديدات وليس اللغة المسيئة، في حين تحتاج مواقع أُخرى إلى عكس ذلك.

كما ظهرت مشكلةٌ أخرى، هي أن الخوارزمية تعلمت دمجَ تعليقاتٍ سامةٍ مع تعليقات غير سامة احتوت على كلماتٍ مرتبطة بالجنس أو التوجُّه الجنسي أو الدين أو الإعاقة؛ فمثلًا، أشار أحد المستخدمين إلى أن جملًا محايدة من قبيل "أنا امرأة سوداء مثلية الجنس" أو "أنا امرأة صمَّاء" أدت إلى درجات مرتفعة على مقياس السُّمِّية، في حين أدت جملةٌ من قبيل "أنا رجلٌ" إلى درجةٍ منخفضة على المقياس.

واستجابةً لتلك المخاوف، دعا فريقُ "الذكاء الاصطناعي المُخصَّص للمحادثة" المطوِّرين لتدريب خوارزمياتهم الخاصة باكتشاف السُّمِّية، وإدخالها في ثلاث منافساتٍ (بمعدل واحدة كل عام) تستضيفها منصةُ "كاجل"، التابعة لشركة "جوجل"، وهي منصةٌ تشتهر بمجتمع الممارسين لتعلُّم الآلة ومجموعات البيانات العامة والتحديات، وإسهامًا منه في تدريب نماذج الذكاء الصناعي، أطلق مشروع "الذكاء الصناعي المُخصَّص للمحادثة" مجموعتين من البيانات العامة تحتويان على أكثر من مليون تعليق سام وغير سام من موقع "ويكيبيديا" وخدمة تُدعى "سِيفيل كومنتس" Civil Comments، وجرى تقييم هذه التعليقات من حيث درجة سُمِّيتها من قِبَل مُفسرين، إذ دلَّ الوَسمُ «شديد السُّمِّية» على أن «التعليق ينطوي على قدر كبير جدًّا من الكراهية أو العدوانية أو الإهانة، مع أرجحية أن يجعلك تترك المناقشة أو تُحجم عن الإدلاء بدلوك فيها»، ودلَّ الوسمُ "سام" على أن «التعليق فظ أو مهين أو غير منطقي، مع احتمالية أن يجعلك تترك المناقشة أو تحجم عن الإدلاء بدلوك فيها»، وقد رُوجعت بعض التعليقات من قِبَل أكثر من 10 مُفسرين (وصل الرقم في بعض الأحيان إلى الآلاف)، بسبب طريقة جمع العينات والإستراتيجيات المُستَخدَمة لتعزيز دقة المُقَيِّم.

كان الهدف من تحدي جيجسو الأول بناء نموذجِ تصنيفٍ للتعليقات السامة متعددة الوسوم يتضمن وسومًا من قبيل "سام"، و"شديد السمِّية"، و"تهديدي"، و"مُهين"، و"فاحش"، و"منطوٍ على كراهية للهوية"، أما التحديان الثاني والثالث فقد ركزا على قيودٍ أكثر تحديدًا لواجهة برمجة التطبيقات (API) الخاصة بهم: تقليل التحيُّز غير المُتعمَّد نحو مجموعات هوية مُحَدَّدة سلفًا، وتدريب نماذج متعددة اللغات على بيانات باللغة الإنجليزية فقط.

قادت تلك التحديات إلى بعض الطرق الذكية لتحسين نماذج اللغة السامة، ومع ذلك، لم يكتشف فريقنا في "يونيتاري" -وهي شركة ذكاء اصطناعي متخصصة في مراجعة المحتوى- أيًّا من النماذج المُدَرَّبة التي أُعلِنَت للعامة.

لذا قررنا الاستفادة من أفضل حلول "كاجل" وتدريب خوارزمياتنا الخاصة، مع العزمِ على إتاحتها لعموم الناس، ولتحقيق هذا الهدف، اعتمدنا على نماذج «المحوِّل» المستخدمة حاليًّا في معالجة اللغة الطبيعية مثل نموذج "بيرت"  BERT من شركة "جوجل"، ويُتاح الكثير من هذه النماذج في «مكتبة المُحوِّلات» مفتوحة المصدر.

هكذا بنى فريقنا "ديتوكسيفاي" Detoxify، وهي مكتبة سهلة الاستخدام ومفتوحة المصدر للكشف عن التعليقات، من أجل تحديد النصوص غير الملائمة أو المؤذية على شبكة الإنترنت، وتهدف هذه المكتبة إلى مساعدة الباحثين والممارسين على تحديد التعليقات السامة المحتملة، وكجزءٍ من هذه المكتبة، أطلقنا ثلاثة نماذج يتوافق كلٌّ منها مع أحد تحديات "جيجسو" الثلاثة، وفي حين استَخدمتْ أفضل حلول "كاجل" عدةَ مجموعات نَمذجة لكل تحدٍّ من أجل تحديد متوسط درجات النماذج المُدَرَّبة المتعددة، حصلنا على أداء مماثل باستخدام نموذج واحد فقط لكل تحدٍّ، ويمكن الوصول بسهولة إلى كل نموذج بسطرٍ واحدٍ من الرمز، كما يُتاح جميع النماذج ورمز التدريب لعموم الناس على موقع "جِتهاب" GitHub، ويمكنكم تجريب تلك النماذج في "جوجل كولاب" Google Colab.

وبالرغم من جودة أداء تلك النماذج في كثير من الحالات، فإنه من الأهمية بمكانٍ تسليطُ الضوء على جوانب قصورها، فأولًا، يكون أداء تلك النماذج جيدًا في الأمثلة المشابهة للبيانات التي دُرِّبَت عليها في الأساس، غير أنها تُخفق على الأرجح حال تعاملها مع أمثلة غير مألوفة من اللغة السامة، لذا نُشجِّع المطوِّرين على ضبط هذه النماذج وفقًا لمجموعات بياناتٍ تتوافق مع الحالات التي تُستخدم فيها.

وإضافةً إلى ذلك، لاحظنا أنه عندما يتضمن تعليقٌ نصي إهاناتٍ أو بذاءاتٍ، فإن ذلك يؤدي في أغلب الأحيان إلى درجات مرتفعة على مقياس السُّمِّية، بصرف النظر عن نية كاتب النص أو أسلوبه، فمثلًا، جملةٌ من قبيل «سئمتُ من كتابة هذا المقال الغبي»، تُسجل 99.7% على مقياس السُّمِّية، في حين يؤدي حذفُ كلمة «الغبي» من الجملة إلى خفض هذه النسبة إلى 0.05%.

وأخيرًا نقول إنه على الرغم من الحقيقة القائلة بأن تدريب أحد هذه النماذج المطروحة تدريبًا من نوعٍ خاص بهدف الحد من التحيز غير المُتعمد، لا تزال احتماليةُ تحيُّز النماذج الثلاثة جميعها قائمةً، وهو ما يطرح مخاوف أخلاقيةً عند إتاحتها للاستخدام لعموم الناس في مراجعة المحتوى.

ومع أن الكشف الآلي عن المحتوى اللغوي السام قد قطع شوطًا كبيرًا، لا يزال أمامنا طريقٌ طويلٌ للوصول إلى نماذج يمكنها التقاط المعنى الحقيقي الدقيق الكامن وراء اللغة، والوصول إلى ما هو أبعد من مجرد حفظ كلماتٍ وعباراتٍ بعينها، وبطبيعة الحال، سيؤدي الاستثمار في مجموعات بياناتٍ أفضل وأكثر تمثيلًا إلى تحسيناتٍ مرحلية، غير أننا يجب أن نخطوَ خطوةً أكبر من ذلك بأن نبدأ بتأويل البيانات في سياقها، وهو ما يُشكِّل عاملًا محوريًّا في فهم السلوك على شبكة الإنترنت؛ فقد نغفل بسهولة عن منشورٍ نصي يبدو في ظاهره حسنًا -رغم تضمُّنه رمزيةً عنصرية في صورة أو فيديو مرفق به- على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب انشغالنا بالنص وحده، نعلم أن فقدان السياق يؤدي في أغلب الأحيان إلى إصدارنا، نحن البشر، أحكامًا خطأ، فإذا كنا نريد أن نفتح المجال أمام الذكاء الاصطناعي كي يحل محل الجهد اليدوي على نطاق واسع، فمن الضروري أن نزود نماذجنا بالصورة الكاملة.

السبت، 10 أبريل 2021

أبريل 10, 2021

إذاعة مدرسية بعنوان صحتك أهم

 إذاعة مدرسية بعنوان صحتك أهم



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الذي بعث رسوله بالهدى ودين الحق والصلاة والسلام على إمام المرسلين المبعوث رحمة للعالمين
السلام عليكم ورحمة وبركاته وبعد: فإنه يسعد بالصف:2/ب  في إطلالة يوم جديد وعلى تغريد العصافير أن  يلتقي معكم في إذاعتنا لهذا اليوم:..................والتي سنقدمها لكم
بعنوان : صحتك أهم
وخير بداية تلاوة عطرة من كتاب الله عز وجل سورة والطالب ………………………:

والآن أعزائي بعد ما استمعنا إلى كلام الله نستمع إلى قول حبيب قلوبنا المصطفى (صلى الله عليه وسلم ) والطالب ………………………..:

والآن حكمة وأمثال مع الطالب :...............................

وأما الآن كيفية المحافظة على الصحة والطالب:........................

واما الآن مناسبات صحية مهمة والطالب…………………………… :

للشوكولاتة والمكسرات أعراض على الإنسان فمنها صداع الأطفال ومع الطالب: ………………………..:.

والآن أهمية وجبة الإفطار وأخونا الطالب:.............................

ونختم إذاعتنا بدعاء والطالب …………………………:
أما في الختام فنرجو ان تنال إذاعتنا إعجابكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقدم الاذاعة:................................

إشراف المعلم:...............................

 

حديث شريف

عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ

حكم وأمثال

فقم بالعلم ,ولا تطلب به بدلا فالناس موتى وأهل العلم أحياء.

كيفية المحافظة على الصحة

1- ابتعد عن السموم البيضاء الثلاثه: السموم البيضاء هي الملح والسكر والدقيق الأبيض تجنبها قدر الإمكان فهي مضره بالتأكيد قللوا الملح قدر الإمكان واستعض عن السكر بالعسل واستخدم الدقيق الأسمر بدل الأبيض.

2- مضغ الخضارجيدا : إن مضغ الطعام جيدا يزيد من نسبةالمواد الكيماوية المكافحة للسرطان التي تطلقها الخضراوات مثل البروكلي والملفوف والقرنبيط .

3- المشي يوميا : المشي اليومي لمدة نصف ساعة أو ساعة يقلل من إمكانية الاصابة بمرض السرطان بنسبة 18 % ويساعد على التخلص من 3 كيلوغرامات تقريبا في السنة ويحافظ على قوام الجسم .

4- الإكثار من تناول اللوز : يفضل تناول اللوز بين الوجبات اليومية وعند الشعور بالجوع فهي غنية بالعناصر المغذية التي قد يفتقر إليها النظام الغذائي اليومي .

أعراض الشوكولاتة والمكسرات

حذرت الصحة من خطورة تناول الأطفال الشوكولاتة والمكسرات والأجبان بكثرة، لما تسببه من صداع، ناصحت الأمهات بضرورة تفادي مثل تلك الأطعمة قدر الإمكان، وتشجيع أطفالهن على شرب كميات كافية من السوائل، خصوصًا في الجو الحار.
ويمثل الصداع الذي يصيب الأطفال ، عرضًا لأمراض أخرى فيمعظم الأحوال، كما أنه في بعض الحالات يكون هناك سبب للصداع الذييُصيب الطفل، وفي حالات قليلة تكون الأسباب خطيرة،لافتة الانتباه إلى ضرورةالتعرف على التاريخ المرضي للأم والطفل، مع فحص الطفل فحصًا طبيًا جيدًا،للتأكد من خلوه من أي أعراض أخرى ولو بسيطة، مثل الحول بالعينين أو ضعفبالعضلات.

أهمية وجبة الإفطار

إن الاستيقاظ باكرا من النوم من الأمور الشاقة على النفس وخاصة لأولئك الذين لا يحبون التبكير في الاستيقاظ ويحاولون تجنب هذه الفترة بكل ما فيها وحتى وجبة الفطور.
ولكن الأمرمؤكد وواضح وضوح الشمس في كبد السماء أن الفطور وجبة مهمة من الوجبات اليومية والتي يحتاج إليها الناس من كل الفئات العمرية.
وبالرغم من أن الوجبات الثلاثة التقليدية تلعب دورا مهما في تزويد الجسم بالغذاء الضروري فإن علماء التغذية يصنفون الفطور بأنه الوجبة الأهم والأساس السليم في العادات الغذائية الصحية ويوصون به. وعلى الرغم من هذه التوصيات فإن الملايين في أرجاء المعمورة يتخطون هذه الوجبة الهامة. وعلى سبيل المثال فإن امراة من كل أربعة نساء في الفئة العمرية بين 25-34 سنة تتجاوز تناول وجبة الفطور بانتظام. وتشير الدراسات الأخرى بأن العادات الغذائية التي يعتاد عليها المرء في فترة الطفولة هي المرشحة للاستمرار مدى الحياة. وبهذا فإن الأطفال الذين يميلون الى حذف وجبة الفطور فإنهم على الأرجح يستمرون في هذه العادة
الغذائية في فترة الرشد

مناسبات صحية مهمة

1- اليوم العالمي للدرن 14 مارس.

2- يوم الصحةالعالمي 7 أبريل.

3- اليوم العالمي لمكافحة الربو 3مايو.

4- اليوم العالمي للتمريض 10مايو.

5- اليوم العالمي للامتناع عن التدخين 31 مايو.

6- يوم البيئة العالمي 5يونيو.

7- اليومالعالمي لمكافحة المخدرات 26 يونيو.

8- اليوم العالمي للصحة النفسية 10 أكتوبر.

9- اليومالعالمي للغذاء 16اكتوبر.

10- أسبوع أمراض الدم الوراثية 25-31 أكتوبر.

11- اليوم العالمي للسكري 14 نوفمبر.

12- اليوم العالمي لمكافحة الإيدز 1ديسمبر.

13- اليوم العالمي للمعاقين 3 ديسمبر.

14- اليوم العالمي للطفولة 17ديسمبر.

دعاء

 

اللهم ما أمسى بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لاشريك لك، لك الحمد ولك الشكر

الجمعة، 9 أبريل 2021

أبريل 09, 2021

كيف يعالج الدماغ المشاعر؟ وهل تقودنا الإجابة لعلاج وباء الوحدة؟


 

إذا شعرت بالوحدة يومًا ما، على الرغم من وجودك وسط أهلك وأصحابك، ومع توافر وسائل التكنولوجيا والاتصال المختلفة، فعليك الانتباه؛ فقد لا يكون ذلك شعورًا عارضًا، لأن هناك تشخيصًا صادمًا يقول إن وباء الوحدة "القاتل رقم واحد" في المجتمع العصري، وتأثيره على معدل عُمر الإنسان يفوق تأثير إدمان الكحول والبدانة.

الأرقام المسجلة في أمريكا حديثًا بخصوص الشعور بالوحدة بمنزلة مؤشر خطر وجرس إنذار، فهناك أكثر من ثلث الأشخاص البالغة أعمارهم 45 عامًا يشعرون بالوحدة، وما يقرب من ربع الأشخاص في عمر 65 عامًا يعتبرون معزولين اجتماعيًّا، وقد زادت تلك العزلة بشكل كبير من مخاطر تعرُّضهم للوفاة المبكرة، وباتت خطرًا ينافس مخاطر التدخين والسمنة وقلة النشاط البدني، كما كانت سببًا في الإصابة بالخرف بنسبة 50%، وأمراض القلب بنسبة 29%، والسكتة الدماغية بنسبة 32%، بالإضافة إلى رفع معدلات الاكتئاب والقلق والانتحار.

لكن في المقابل، فإن دراسات سابقة أظهرت أيضًا أن الحكمة -التي تُعرف بأنها القدرة على التفكير والتصرف باستخدام المعرفة والخبرة والبصيرة والتعاطف مع الآخرين- يمكن أن تصبح عاملًا يحمي الإنسان من الشعور بالوحدة.

هذه العلاقة العكسية بين الوحدة والحكمة تستند إلى عمليات دماغية مختلفة، تمثل مجالًا خصبًا لدراستها وفك رموزها على يد علماء الأعصاب؛ للإجابة عن سؤال مهم هو: كيف يعالج الدماغ المشاعر؟ وهل يقود ذلك إلى اكتشاف علاج فعال للوحدة يومًا ما؟

صعوبة الإجابة عن هذا السؤال تكمن في عدم وجود علامات بيولوجية يمكن قياسها في الدماغ حول كيفية معالجة المخ للمعلومات لدى الأشخاص الأكثر وحدةً أو الأكثر حكمة، وهو ما حاول فريق بحثي أمريكي من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا سان دييجو، التوصل إليه.

كشفت الدراسة التي نشرها ذلك الفريق البحثي في العدد الأخير من دورية سيريبرال كورتيكس(Cerebral Cortex) أن مناطق معينة من الدماغ تستجيب للمنبهات العاطفية المتعلقة بالوحدة والحكمة بطرق متعارضة، تقول جيوتي ميشرا، قائد فريق البحث، والأستاذ المساعد في قسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا سان دييجو: إن النتيجة الرئيسية للدراسة هي أننا وجدنا استجابات دماغية متعارضة مرتبطة بالعواطف تجاه الشعور بالوحدة مقابل التمتع بالحكمة.

تشدد "ميشرا" في تصريحات لـ"للعلم"، على أن "هذه النتائج ذات صلة بالصحة العقلية والجسدية للأفراد؛ لأنها تعطينا أساسًا بيولوجيًّا عصبيًّا موضوعيًّا حول كيفية معالجة الأشخاص الأكثر وحدةً أو الأكثر حكمةً للمعلومات".

وتابعت أن "وجود علامات بيولوجية دالة على هاتين الحالتين يمكننا قياسها في الدماغ قد يساعدنا في تطوير علاجات فعالة للوحدة، وربما يُمكّننا ذلك من الإجابة عن سؤال: هل يمكنك جعل الشخص أكثر حكمةً أو أقل شعورًا بالوحدة؟ الجواب يمكن أن يساعد في التخفيف من مخاطر الشعور بالوحدة".

مشاعر مختلفة

للوصول إلى نتائج الدراسة، تابع الفريق 147 مشاركًا، تتراوح أعمارهم بين 18 و85 عامًا، وكانوا يتمتعون بصحة جيدة، وأخضعوهم لاختبار يتمثل في عرض صور وجوه ذات مشاعر مختلفة، تتضمن 4 مجموعات من المشاعر هي: محايدة وسعيدة (إيجابية) وغاضبة وحزينة (سلبية أو مهددة)، في سياق ما يُعرف بالتحيز العاطفي.

وفي هذه الأثناء خضع المشاركون لمهمة معرفية بسيطة، تتمثل في تحديد الاتجاه الذي يتم توجيه "السهم" إليه، في أثناء عرض وجوه ذات مشاعر مختلفة على شاشة كمبيوتر جلس أمامها المشاركون.

قاس الفريق سرعة استجابة المشاركين لتحديد اتجاه السهم بالـ"مِلِّي ثانِيَة" (وحدة زمنية تساوي جزءًا من الألف من الثانية)، واستغرق عرض كل صورة على الشاشة 500 مِلِّي ثانِيَة، في حين بلغ وقت ظهور السهم على الشاشة 300 مِلِّي ثانِيَة، واحتسبوا الوقت الذي استغرقه المشاركون لتحديد اتجاه السهم، وذلك لرصد تأثير عرض المشاعر المختلفة على سرعة استجابة الأشخاص للمعلومات.

جاء ذلك بالتزامن مع إخضاع المشاركين لمخطط كهربية الدماغ (EEG)، وهو اختبار يكتشف النشاط الكهربائي في الدماغ باستخدام أقطاب كهربائية صغيرة متصلة بفروة الرأس، لرصد رد فعل الدماغ تجاه المشاعر المختلفة.

وعن نتائج هذا الاختبار قالت "ميشرا": "وجدنا أنه عندما تم تقديم الوجوه التي تُعبّر عن الغضب على أنها عوامل تشتيت للانتباه، فإنها تبطئ بشكل كبير الاستجابات المعرفية البسيطة لدى الأفراد الذين يعانون من الوحدة؛ إذ ظهر ذلك في بطء تحديد اتجاه السهم في أثناء عرض صور الوجوه الغاضبة، وهذا يعني أن الأفراد الأكثر عزلةً يهتمون بمحفزات التهديد، مثل الوجوه الغاضبة".

وأضافت: "من ناحية أخرى، وجدنا علاقة إيجابية مهمة بين الحكمة وسرعة الاستجابة في تحديد السهم عند إظهار الوجوه ذات المشاعر السعيدة، وتحديدًا الأفراد الذين أظهروا سمات أكثر حكمة، مثل التعاطف، وكان لديهم استجابات أسرع لتحديد اتجاه السهم في وجود منبهات سعيدة"، لقد كان الفريق البحثي مهتمًّا بكيفية ارتباط كلٍّ من الوحدة والحكمة بالتحيُّزات العاطفية، وكيف يستجيب البشر لمختلِف المشاعر الإيجابية والسلبية.

وقد أظهرت تسجيلات مخطط كهربية الدماغ أن منطقة الدماغ التي يُطلق عليها "الموصل الصدغي الجداري" (TPJ) كانت تنشط في الأفراد الأكثر عزلةً بشكل مختلف عن نشاطها في الأشخاص الأكثر حكمة، و"الموصل الصدغي الجداري" منطقة من الدماغ توجد عند ملتقى الفص الصدغي والجداري، في النهاية الخلفية الشق الجانبي في المخ، وهي مسؤولة عن جمع ومعالجة المعلومات من المهاد والجهاز الحُوفِيّ وكذلك من الأنظمة البصرية والسمعية والحسية الجسدية، وتؤدي هذه المنطقة دورًا حاسمًا فيما يُسمى بـ"نظرية العقل" (ToM)، وهي مصطلحٌ شائعٌ في مجال علم النفس يُستخدم لتقييم درجة قدرة الإنسان على التعاطف وفهم الآخرين، ووجدت الدراسة أن هذه المنطقة كانت أكثر نشاطًا في وجود مشاعر الغضب للأشخاص الأكثر عزلة، وأكثر نشاطًا في وجود المشاعر السعيدة للأشخاص الأكثر حكمة.

ولاحظ الباحثون أيضًا نشاطًا أكبر للمنبهات المهددة للأفراد الأكثر عزلةً في القشرة الجدارية العلوية اليسرى (Left superior parietal cortex)، وهي منطقة الدماغ المهمة لتحديد الانتباه، في حين كانت الحكمة مرتبطة بشكل كبير بالنشاط المعزز الذي تحركه العاطفة في القشرة الجزيرية اليسرى للدماغ (Left insula)، وهي جزء من القشرة المخية ولكنها تكون مطمورةً في أعماق التلم الجانبي (الشق الذي يفصل بين الفص الصدغي من الفصين الجداري والجبهي)، وهي المسؤولة عن الخصائص الاجتماعية مثل التعاطف.

وأشارت "ميشرا" إلى أن الشعور بالوحدة ارتبط باهتمام أكبر بمحفزات الانفعالات الغاضبة أو المهددة مع استجابة متزايدة في "الموصل الصدغي الجداري" والقشرة الجدارية العلوية اليسرى لهذه المنبهات، وبينما قامت الحكمة بتنشيط الـ(TPJ) في وجود محفزات عاطفية سعيدة، فإن الأفراد الذين لديهم سمات أكثر حكمةً قاموا أيضًا بتنشيط الدوائر المهمة للتنظيم الذاتي العاطفي في "القشرة الجزيرية".

وحول أهمية هذه النتائج، نوهت بأنها توفر مؤشرات معرفية ودماغية موضوعية لدراسة التركيبات الذاتية مثل الوحدة والحكمة، مضيفةً أن أبحاثهم المستقبلية ستركز على فهم المرونة في علامات النشاط المعرفي والدماغي، للبحث في إمكانية التحكم في الأنظمة العصبية والمعرفية المرتبطة بالحكمة، وبالتالي إنشاء حلول بيولوجية لوباء الوحدة؛ لأن هذه العلامات الدماغية المعرفية المستندة إلى الأدلة هي المفتاح لتطوير رعاية صحية أفضل للمستقبل، وقد تعالج وباء الوحدة.

علاج الوحدة

من جانبها، قالت باتريشيا كوريا، أستاذ علم الأعصاب السلوكي المساعد، بالجامعة الأمريكية في القاهرة: إن هذه الدراسة الحديثة توضح كيف تعدل العواطف الارتباطات المعرفية والعصبية للوحدة.

وأضافت لـ"للعلم" أن ما يميز النتائج أن الفريق استخدم عينةً كبيرةً من البشر، لا لدراسة الشعور بالوحدة فحسب، بل لرصد تأثير الحكمة على المشاعر والعواطف أيضًا.

وأوضحت أن الدراسة كشفت تأثيراتٍ مختلفةً للعواطف في الدوائر العصبية للوحدة والحكمة، وأن الشعور بالوحدة يرتبط بانخفاض سرعة معالجة المعلومات عندما يتم تقديم المنبهات العاطفية الغاضبة كمشتتات، أما الحكمة فترتبط بزيادة سرعة المعالجة عند تقديم محفزات عاطفية سعيدة.

وعن أهمية النتائج، أشارت "كوريا" إلى أنه من المؤكد أن أمامنا طريقًا طويلةً لنفهم تمامًا علم أعصاب الوحدة والحكمة، لكن الدراسة تسهم في تحديد الارتباطات المعرفية والعصبية بهما، وقد يكون لهذه النتائج تأثيرٌ في تطوير علاجات طبية للوحدة في المستقبل، رغم أننا ما زلنا بعيدين عن تطبيق هذه النتائج على العلاجات المباشرة في الوقت الراهن، وتابعت أنه من المهم التحقيق في البيولوجيا العصبية للوحدة، لا سيما ونحن نعيش أوقات العزلة الاجتماعية الحالية التي فرضتها ظروف وباء "كوفيد-19" على الناس في جميع أنحاء العالم.

تركيبة معقّدة

معتز عاصم -الباحث المشارك في وحدة الإدراك وعلوم الدماغ بمركز البحوث الطبية، كلية الطب السريري، جامعة كامبريدج في بريطانيا- اعتبر أن الوحدة والحكمة من التركيبات المعرفية المعقّدة، والتي قد تبدو غير مرتبطة، ولكنها في الواقع مرتبطة ارتباطًا سلبيًّا أو عكسيًّا، ويعني ذلك أنه كلما ارتفعت درجة الشعور بالوحدة لدى الشخص، انخفضت لديه درجة الحكمة.

وأضاف في حديث لـ"للعلم" أن التركيز الرئيسي للدراسة هو اختبار الإطار النظري المتعلق بالوحدة والحكمة، والذى يفترض أنه نظرًا إلى أن الشخص الوحيد ليس لديه دائرة حماية اجتماعية، فمن المرجح أن يكون أكثر انتباهًا للتهديدات السلبية، بينما يَرجُح أن يكون الشخص الحكيم أو المرتبط اجتماعيًّا أكثر يقظةً بشأن المشاعر الإيجابية.

وتابع أنه لاختبار تلك الفرضية، طلبت الدراسة من المشاركين المشاركة في اختبار معرفي على الكمبيوتر في أثناء مشاهدة وجوه سعيدة أو حزينة أو غاضبة، ومن المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أن الأشخاص الذين حصلوا على تصنيف أعلى على مقياس الوحدة كانوا أبطأ في النقر على زر عندما رأوا وجهًا غاضبًا، ولكن ليس عندما رأوا وجهًا سعيدًا أو حزينًا، من ناحية أخرى، فإن الأشخاص الذين حصلوا على تصنيف أعلى بمقياس الحكمة استجابوا بشكل أسرع للوجوه السعيدة، ولكن ليس على الوجوه الغاضبة أو الحزينة، وتوفر هذه النتائج بعض الدعم للفرضية الأصلية.

وأشار "عاصم" إلى أن الفريق أراد أن يرصد عمليات الدماغ التي تقف وراء هذه النتائج السلوكية، لذلك قام بقياس الموجات الكهربائية في الدماغ باستخدام مخطط كهربية الدماغ (EEG)، وهو غطاء رأس مليء بأقطاب كهربائية تقيس تغيرات الجهد التي تحدث في الدماغ ولكنها قادرة على الوصول إلى فروة الرأس.

وتابع أن موجات الدماغ لها ترددات مختلفة، بعضها سريع والبعض الآخر بطيء، وركز الباحثون في هذه الدراسة على موجات الدماغ الأبطأ التي يُفترض أنها مرتبطة بالاتصال بعيد المدى بين مناطق الدماغ، ووجدوا أن موجات الدماغ البطيئة في نطاق ثيتا (هو نطاق التردد من 4- 8 هيرتز) في مناطق الدماغ الزمنية (جانب رأسك، خلف أذنيك مباشرة) مرتبطة بالوحدة والحكمة، إذ سجل المشاركون الذين احتلوا مرتبةً أعلى على مقياس الشعور بالوحدة نشاطًا أقوى لـ"نطاق ثيتا" في أثناء مشاهدة الوجوه الغاضبة، لكن المشاركين الذين احتلوا مرتبةً أعلى على مقياس الحكمة كان لديهم نشاط أقوى للثيتا في أثناء مشاهدة الوجوه السعيدة.

وعن أهمية تلك النتائج، نوه "عاصم" بأنها تشير إلى أن تنشيط "نطاق ثيتا" من مناطق الدماغ الزمنية يؤدي دورًا في النشاط الاجتماعي، ويتوافق هذا مع نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، التي أثبتت أن المناطق الزمنية مرتبطة بتقييم المواقف الاجتماعية.

واختتم حديثه بأن النتائج توفر تقاربًا لطيفًا للأدلة من طرائق مختلفة، وتفتح الطريق أمام تفكيك التركيبات المعقّدة للوحدة والحكمة في عملياتها العصبية الأساسية، ويمكن أن تجعلنا في النهاية نفهم الفروق الفردية في الشخصيات الاجتماعية.

أبريل 09, 2021

ابتكار إشارات مرور ذكية لتنبيه السائقين على الطرق السريعة


 

ابتكر فريق من الباحثين في بولندا إشارات مرور ذكية لتنبيه السائقين على الطرق السريعة، عن طريق تزويدهم بمعلومات حول الحركة المرورية، وحالة الطقس، وذلك وقتَ حدوثها، لتجنُّب كثير من المخاطر الطارئة، ومنع حدوث التصادمات، خاصةً في أوقات سوء الأحوال الجوية.

وتتميز هذه الإشارات بقدرتها على تزويد السائقين بهذه المعلومات، باستخدام أجهزة رادار تعمل بتقنية الدوبلر، التي تعتمد على الموجات فوق الصوتية، كما أنها مزودة بكاميرات الفيديو، ورادارات صوتية، بالإضافة إلى محطات للطقس يمكنها التنبؤ بأي تغيُّرات جوية مفاجئة.

تم الكشف عن هذه الإشارات المرورية، التي توصف بأنها الأكثر ذكاءً حتى الآن، خلال الاجتماع الـ179 لأعضاء جمعية الصوتيات الأمريكية، التي تعقد فعالياتها عن بُعد عبر المنصات الإلكترونية، في الفترة بين 7 و10 ديسمبر 2020.

وقدم أندرزيج تشيزيفسكي -أستاذ الوسائط المتعددة في جامعة جدانسك للتكنولوجيا- عرضًا لمشروع بحثه التطبيقي لتطوير إشارات مرورية مستقلة مزودة بأجهزة رادار صوتية مدمجة، خلال جلسة بعنوان "مقارنة تقديرات كثافة حركة المرور باستخدام رادار صوتي سلبي ومستشعر رادار دوبلر بالموجات الدقيقة"، وذلك في اليوم الأول للاجتماعات.

وعن أهمية ابتكار هذه الإشارات الذكية، قال "تشيزيفسكي": يمكننا تطوير مستشعر ناقل صوتي، بما يسمح لنا بمعايرته واستخدامه في قياس حجم كثافة الحركة المرورية على الطرق السريعة، وذلك عن طريق إحصاء عدد المركبات، من خلال تحليل الضوضاء الصادرة عنها في أثناء مرورها.

يضيف "تشيزيفسكي" في تصريحات لـ"للعلم": يتيح عملنا أيضًا عقد مقارنة بين كفاءة استخدام موجات الميكروويف الدقيقة وطرق الرادار الصوتية، ويمكن استخدام الإشارات التي يتم الحصول عليها عن طريق أجهزة رادار الدوبلر كمصدر مرجعي عند الحاجة.

وتابع: رغم أن مستشعر الناقل الصوتي، الذي يشكل تجسيدًا للرادار الصوتي، يكون أقل دقةً من رادار الدوبلر في إحصاء عدد المركبات، كما أنه لا يمكنه قياس سرعة السيارة بالدقة نفسها، إلا أنه يتميز بعدة خصائص رئيسية مقارنةً بأجهزة استشعار الدوبلر.

ولعل أبرز هذه الخصائص تتمثل في أنه لا يُصدر أي إشارات، كما أنه لا يتأثر بالتداخل الكهرومغناطيسي، على عكس مستشعرات الدوبلر، كما أن مستشعر الناقل الصوتي يتيح أيضًا تحليل الإشارات الصوتية، لتقييم الظروف الجوية المختلفة على الطريق، ما إذا كانت رطبة أو جافة.

كما يتيح المشروع تصميم وتطوير إشارات مرورية متنقلة، يمكن وضعها على حامل متحرك، أو تعليقها أعلى الطريق، تنبه السائقين إلى السرعات الموصى بها، والتي يجري تحديثها بصورة ديناميكية، ويتم تحديدها تلقائيًّا بواسطة وحدة إلكترونية مدمجة في الإشارة المرورية على الطريق.

وأشار "تشيزيفسكي" إلى أن هذه الإشارات يجري توزيعها على طول الطريق السريع، ويتم ربطها عبر شبكة اتصالات لاسلكية، وتتميز بأنها يمكن تشغيلها بشكل مستقل، وتعرض بياناتها على شكل رسائل متغيرة، أو إرسالها إلى المركبات المزودة بتقنيات الاتصال اللاسلكي "واي فاي" أو "بلوتوث".

واعتبر أن تصميم وتطوير إشارات مرورية أكثر ذكاءً أمر في غاية الأهمية لحل العديد من المشكلات البحثية والفنية، ومنها تقييم معايير حركة المرور باستخدام أجهزة استشعار فعالة وأقل تكلفة، وحساب السرعات الموصى بها على الطرق المختلفة، مع مراعاة هيكل الطريق.

وأكد قائد فريق البحث أن هذه التكنولوجيا كانت على وشك دخول الخدمة فعليًّا في وقت سابق من العام الجاري، إلا أن تداعيات "جائحة كورونا" تسببت في إبطاء عمليات الإنتاج، مشيرًا إلى أنه بدأ العمل في ذلك المشروع البحثي التطبيقي منذ عام 2017، وتم تصميم المعدات، والحصول على براءة اختراع لها، وبالفعل بدأ تنفيذ اختبارات لها على الطريق.

وأضاف أنه في عام 2020 بدأ الفريق البحثي في دعوة ممثلي الصناعة لعرض المشروع عليهم، ولكن لسوء الحظ، وبسبب الوباء، تم حظر الاجتماعات في الجامعة، ولم يُسمح للباحثين بالسفر إلى المناطق التي تجري تجربة المعدات بها، وهو ما تسبَّب في تأخير تطبيقها عمليًّا.

واختتم "تشيزيفسكي" تصريحاته لـ"للعلم" بقوله: "إن أكثر من 1.3 مليون شخص يلقون مصرعهم سنويًّا بسبب حوادث الطرق في مختلِف أنحاء العالم، وهو عدد أكبر بكثير من الأرواح التي حصدها وباء كورونا حتى الآن، ما يستوجب العمل المتواصل لوضع حد لحوادث الطرق".

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *