شبابيك

تحدث العقاد في لقاء له عندما بدأت أؤلف كتابي عن ابن الرومي، حذرني كثير من الناس من شؤم هذا الرجل، وقالوا لي أن التجارب كلها تدل على أنه لم يتعرض للكتابة عنه إنسان وسلم. والواقع أنها من المصادفات العجيبة إن كل الذين نعرفهم من الذين شرحوا ديوانه أو طبعوه أو أنفقوا عليه أصابتهم كارثة وهم يقومون بهذا العمل. حشمت باشا كان وزير المعارف وأوصى بطبع الديوان، فسقطت الوزارة ومات الشيخ شريف الذي كان يشرف على شرح الديوان. الأستاذ المازني بدأ ينسخ قصائده من دار الكتب المصرية، فوقع وسقط على الأرض وكسرت رجله وبقي أعرج إلى أخر أيام حياته. كامل الكيلاني ابتدء يطبع مختارات من شعره فمات أبوه أظن أو أصيب بنكبة. أنا عندما شرعت في كتابة المؤلف عن ابن الرومي، وهو أحسن الكتب التي أعتز بها، لم أمضي في طبعه مسافة أسبوعين حتى دخلت السجن ومات سيد بيه كامل مدير المطبعة.